22 أغسطس
الرحلة: رضوى عاشور
بعد قراءة الرحلة لرضوى عاشور، رحلتها إلى الولايات المتحدة كطالبة ماجستير في الجامعة التي لا أتذكر اسمها الآن، استبانت لي بعض الملامح الشخصية لها، الحقيقة اني غير متأكد لماذا تولد عندي هذا الاهتمام بمعرفة صفات رضوى وطباعها.. أو أعلم. كنت اعرف تميم وأعجب بأشعاره وبرامجه لكني لم أعرف عن رضوى إلا من خلال بعض الأصدقاء! في البداية استبعدت أن أقرأ لها، وبمرور الوقت كنت اقابل نصوصًا مقتبسة من كتبها، كانت كلماتها هادئة وعميقة.
بعد الرحلة تأكدت من أمرين، أن رضوى جميلة، خضراء ومليئة بالحياة، وانني وعلى اختلاف مرجعيتنا والأفكار التي ننطلق منها وننطلق لها سأقرأ كل ما كتبت. لم يعجبني المزاج الليبرالي/اليساري - المزاج العام لجيل السبعينات - في الرحلة واستغربت كثيرا من ردة فعل رضوى على بعض الأحداث التي وقعت أثناء وجودها في الولايات المتحدة، أبرزهم عندما قرر الطلبة والطالبات أن يقيموا نشاطا للسير عراة داخل المدينة الجامعية، وعلى قدر أهمية هذا الحدث وما ينطوي عليه مؤشرات ستنبني عليها ثقافة الغرب والعالم من بعده، إلا أن كانت ردة فعل رضوى هادئة، غير مكترثة، فقط تشاهد المنظر من بعيد!
بالتأكيد لا يمكن التغافل عن الفرق الشاسع في نفسية رضوى عندما أتت وحيدة إلى أمريكا، وعندما جاء إليها مريد، صديقها وزوجها. قبل مجيئه كانت وحيدة، سريعة، وباهتة لا تكاد تلمح أيًا من صفاتها المميزة. بعد مجيئه انقلبت الأمور تمامًا؛ كانت سعيدة، مرحة، ساخرة. بدا لي أن مريدًا إنسان هادئ وبسيط.. وغير جذاب! مما جعلني أتعجب من تعلق رضوى به وارتياحها بجانبه. "الأرواح تتألف" التفسير الوحيد القادر على إقناعي بعمق العلاقة بينهما. ما أثار انتباهي ايضًا أنهما أصدقاء من الدرجة الأولى، الضحك المستمر، الاهتمامات المشتركة، والشوق الدائم.. جعلتني أرى الجانب المشرق من أن يكون الزوجين أصدقاء!
بكيت، بكيت كثيرًا وتنهدت.. عندما بدأت في قراءة "أثقل من رضوى" __ الكتاب الثاني من سيرتها الذاتية. ما جعلني أبكي عندما بدأت في وصف اللحظات الأولى لثورة تونس وكيف أطاح الشعب بالرئيس، واللحظات الأولى لثورة يناير، والجو العام في شوارع القاهرة قبل يوم الـ ٢٥. كانت تصف كل شيء، تنقل كل المشاعر، كل التفاصيل. كنت احتاج لهذا البكاء! ذكرتني بأغاني يناير، ذكرتني بكل شيء. توقفت خوفًا من أن استنزف مخزون الطاقة والذكريات الطيبة، وايقنت انني يجب أن أقرأ "أثقل من رضوى" على مهل.
التعلم والتمرين Learning and Practicing
- هناك فرق بين التعلم والتمرن practicing، وعلى الرغم من أنهما نشاطان متكاملان إلا أن التمرن في أساسه يشتمل على التعلم. والعكس غير صحيح.
- التعلم مثل القراءة، كلاهما تلقي، والتلقي عادةً مريح، انت فقط تستمتع بتلقي المعلومات وتستمتع بالمعارف الجديدة. أما التمرن فهو كالكتابة، كلاهما تفكير نقدي، والنقد مر بلا شك، وهنا يكمن أهم جانب من جوانب المشكلة: انت خائف من النقد، خائف من الفشل، خائف أن يسرقك الوقت وأن تنجز المطلوب في وقت أكثر من الطبيعي، ولهذا تؤثر دائمًا أن تتعلم على أن تختبر معلوماتك.. لذا وبكل بساطة عليك أن تطرد هذه المشاعر وأن تستمتع فقط بما تقوم به دون أن تحكم على نفسك.. حتى لو سرقك الوقت.. حتى لو كان الناتج ذو جودة متواضعة.. استمتع فقط وتأنى في التمرين.
- التفكير في المستقبل، وفي الكتاب القادم، وفي المشروع القادم، وفي الكورس القادم.. يجعلك دائمًا في سباق وتحدي وهمي. التفكير في غير اللحظة الحالية والانهماك اليومي بالخطط المستقبلية أكبر أعداءك دون شك.
- النتائج دائما حتى وإن كانت عظيمة ستبدو في عينك متواضعة. ودائما لا تحصل على مقدار السعادة التي كنت تتوقعها، لذلك.. No matter how far you walk, no matter how far you sail, the horizon will forever stay away. استمتع بالرحلة وانسى أمر النتائج قليلا.. بل كثيرا.
- أن تعي بهذه الأسباب التي تمنعك من الالتزام بالتمرين يزودك بالصبر والتأني اللازمين للاستمرار، المعلومات والخبرات تحتاج وقتًا أكثر مما نعتقد حتى تختمر وتترسخ في رؤوسنا!
- الخبرة تتكون بالتكرار، ولكن التكرار دون مراجعة وملاحظة الأخطاء السابقة ثم تصحيحها لا يبني خبرة.
- الآن لديك فكرة مشروع ستبدأ في بناءه.
- (أولا) ابدأ صغيرًا، لا تحاول التهام الفيل مرة واحدة؛ عادة ما يتضمن المشروع الذي تعمل عليه على مكونات مختلفة ذات أهداف مختلفة، اختر هدفا واضحا من هذه الأهداف وابدأ العمل على تحقيقه.
- (ثانيا) قسم هذا الهدف إلى مهام صغيرة أكثر وضوحًا ويسهل إتمامها.
- (ثالثا) ببطء وتأني، هذه هي الخطوة الأهم! لا تنفعل إذا شعرت بعدم الإنجاز، تحرك ببطء وعناية بهدف الإتقان، لا شيء سوى الإتقان في هذه اللحظة.