16 يوليو

Mohamed Saif published on
2 min, 235 words

الحاضنة الاجتماعية.

الكثير من المشاكل التي يعاني منها الشباب تكون بسبب الغياب الكلي أو الجزئي لمن يحتضنهم اجتماعيًا، الاحساس المشترك بين عدد لا بأس به من الشباب انهم يعيشون في الدنيا "بطولهم" لا يجدون الناصح في السلم ولا الحامي المدافع في أوقات الشدة. احساس عام بأنه إذا تعثر ووقع في مشكلة لا يجد من يقف معه مدافعًا، وأنه في معظم قراراته الحياتية لا يجد من يسمع منه النصيحة. هل كبرت وتعقدت مشاكلنا حتى لا يجد الأهل والدوائر المحيطة طريقًا لارشاد الشباب؟ هل هناك انطباع عام من المجتمع أن الشباب أصبحوا جميعهم استحقاقيين يشعرون بالتميز والتفرد الكاذب فآثروا تركهم وغرورهم؟ أم أن ذلك كله من آثار المعيشة الصعبة والاستبداد؟ أم اللوم كل اللوم على جيل الآباء؟ أيا يكن __ فالنتيجة واحدة: أن الروابط الاجتماعية بين أعضاء الأسرة الواحدة تأثرت بالسلب، وأن الروابط بين الفرد ومجتمعه بدءًا بعائلته وقومه وجيرانه حتى الدولة ومؤسساتها قد ضعفت وهانت. قلت الزيارات العائلية وبات الاهتمام بلم الأسرة على مائدة واحدة من الماضي، الطبيعي الآن أن يأكل كل فرد بمفرده في الوقت الذي يروق له دون تقدير لفكرة الاجتماع على الطعام، وإذا كان الحال كما نرى في الاجتماع على مائدة واحدة فكيف الاهتمام بمجالس السمر والحديث بين أبناء الأسرة الواحدة؟

هذه الحالة من غياب المحفزات التي منعتنا من الكلام والمشاركة افقدتنا نحن الشباب على المستوى النفسي الكثير من الخبرات والتجارب التي كان من الممكن تعلمها ومعرفتها وخسرنا أرصدة الاحتواء والرعاية التي من شأنها جعل الفرد ممتنًا لمحيطه دون تفكير