17 مايو

Mohamed Saif published on
2 min, 251 words

في المسجد: الصف الأول، والحياة.

تقضي السبعون متراً بين منزلي والمسجد على حلم الإنضمام إلى جماعة الصف الأول، الفترة الزمنية القصيرة بين الآذان والإقامة، سعة الصف الأول التي لا تتسع إلا لجيران المسجد القريبون من كبار المقام والسن ممن ابتسمت الحياة لهم وأبطأت وتيرتها عندهم! أما معشر الشباب المطحون تحت عجلات الدراسة والعمل والكد في الدنيا لا يملك من رفاهية الوقت ما يملكون للإستعداد وانتظار الصلاة. يقول توماس جيفرسون عن هؤلاء المستعدون دائما: "Chance favors the prepared mind." وفي دنيا الناس، لا يقتنص الفرص والهبات إلا من كان مستعدا لها وواعيا بها. يقفون في الصف الأول لأنهم مستعدون. هذه هي المعادلة!

من حكمة الأصدقاء

قالت - بتصرف - أنها وجدت الإهتمام بالدراسة والمذاكرة ثم محاولة ربط/ عرض نفس ذات المعلومات التي تلقيناها في المحاضرة على المصادر الغير أكاديمية (أسلوبًا)/ المصادر الأرقى معرفيًا من ملخصات المعيدين تكون من أنجح طرق التعلم! وافقتها؛ بالتجربة والسؤال والبحث لا يمكن إهمال الدراسة الأكاديمية بالجملة، وهناك من المعارف والعلوم مالا تثبت جذوره إلا بالأسلوب الأكاديمي والمراجع الأكاديمية المملة (في معظم الأحيان) كما أن الأختبارات تلعب دوراً في ذلك. تأتي المعارف والمعلومات التي نتلقاها داخل الجامعة في شكلين: نظري ومسائل (كما نقول نحن الطلاب). أما النظري فما هو إلا أشياء رمادية مملة يجب بلعها للحصول على الدرجات السهلة، أما المسائل أو ما اسميه الفوازير فهي تُنسى بالكلية بمجرد تسليم ورقة الإمتحان! هذه هي نظرتنا إلى المواد العلمية داخل قاعات الجامعة. في المثل الشعبي "قاضي الأطفال اشتكى روحه! " تعبيرا عن الضيق بأعمال الأطفال المشاغبين، وفقدان الأمل في إيجاد حل معهم، ونقول "قاضي جامعة الزقازيق اشتكى روحه!"