23 مايو

Mohamed Saif published on
2 min, 392 words

الترجمة

استمتع دائمًا في كل مرة أبدا في ترجمة مقال أعجبني، حتى وإن لم أكمل ترجمة المقال فمع كل جملة أشعر أني موجود؛ عند نقل المعرفة إلى لغتك الأم يعني ذلك مستوى دقة وتركيز وفهم أعلى من المتوسط؛ لا تمر العبارات والمعلومات مرورًا سهلاً بل تمر على مصافي النقد والتفكير، وتبذل مجهودا مرة لفهم المادة ومرتين من أجل صياغتها صياغة حسنة إيجابية، مع مراعاة حق الكاتب بعدم تغيير اسلوبه وصياغته كليا.

جاءت الترجمة كحل عندما ضاق صدري بكثرة المحاولات الفاشلة في كتابة مقالات تقنية جادة؛ كيف للمرء في هذه المرحلة العلمية أن يكتب مقالاً جيدا مثل تلك المقالات الرصينة والمليئة بالمعرفة والخبرة التي نقرأها؟ إن أكثر ما يثير إعجابي لدى المجتمع التقني الغربي هي قدرة أفراده واهتمامهم بالتدوين والتوثيق والنشر، يظهر ذلك الإتقان حتى في "التويتات" و "الثريدات" التقنية التي ينشروها على مدار اليوم، ناهيك عن جودة المقالات والسلاسل التي تكون أكثر تركيزا وإتقانا، خواطرهم التقنية السريعة تلك تكون على درجة من الوضوح والتركيز بالشكل الذي يجعلك تستفيد منها وليست مجرد كلام فارغ ومبهم من شخص يشعر بالملل في منتصف يومه!

يتعلم الإنسان ويتكون جزء من معارفه وشخصيته العلمية بالنظر إلى إسهامات أبناء مجاله العلمي، لأن عملية الترجمة نفسها ليست مجرد تلقي سلبي للمعلومات وإنما تتطلب مجهودا ذهنيا واضحا أمام كل نص وكل معلومة.

من آثار الطفولة

كانتا تتحدثان عن اللوحة الجميلة التي رأينها في إحدى الكتب، قالت ذات السبع سنوات وهي تلهو ببعض الأغراض أمامها بلهجة مليئة بالثقة: "أعلم أنها رائعة (تقصد اللوحة)، يبدو أن صاحب اللوحة ذا خيال واسع مثلي" _ بتصرف

في عالم الأطفال تكون كل الأحلام منطقية، وكل الأشياء يمكن الحصول عليها بكل تأكيد! عالم الأطفال المليء بصور المبالغة وحدّية الشخصيات.. (جيمي نيوترون) الذي لا يوجد شئ لا يستطيع اختراعه، لا توجد مشكلة مهما كانت مستحيلة لا يستطيع حلها، فقط أعطه دقائق معدودة ليأتي لك بالحل!

لا يزال الطفل في داخلي يؤمن أن باستطاعته القيام بالعديد من المهام الصعبة والمختلفة في آن واحد وفي زمن قياسي أيضا؛ مازال مصدق إنه يقدر يكون مهندس شاطر، وقارئ نهم واقتصادي ورائد أعمال ذكي وبالتأكيد سياسي مخضرم وجينرال عسكري فذ إذا تطلب الأمر.. أما على المستوى اليومي والحياة المعاشة فبالتأكيد يمكنه قراءة كتاب 700 صفحة خلال أسبوع هذا بالطبع بجانب الاهتمام الكامل بالدراسة والعمل!

الشعور الدائم والتصديق إني قادر على الدخول والتعمق في أكثر من شيء وفي حيز واسع من المعارف في نفس الوقت دون وضع أدنى اعتبار لعامل الخبرة والوقت يُسبب لي مشكلة عدم فاعلية على أرض الواقع