أنت
ما أود قوله أن تبتعد عن القولبة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأصدقاء الأعزاء
من رحمة الله عز وجل أن جعل المشاكل والأزمات التي يتعرض لها الإنسان إشارات توجهه إلى مواطن فرحه وسعادته. فإذا تعرضت لمصيبة كبيرة أو صغيرة تجد نفسك تبحث عن الركن الشديد الذي تأوي إليه.
واحتياجات الإنسان إنما هي علامات على طريقه تجعله يسلك الطريق الأنسب إليه، وفيها يتجلى إختيار الله عزوجل وتقديره الحكيم لخير الإنسان وصلاحه.
وحديثي هنا متعلق بكثرة الطرق التي تُعرض على الإنسان في حياته العملية، وبالملاحظة السريعة تجد الناس في مجال علوم الحاسب ينقسمون إلى مجموعات:
- التركيز على الـ problem solving
- التركيز على الدراسة الجامعية
- التركيز على بناء المشاريع والتعلم بالتجربة
- التركيز على القراءة
- التركيز على العمل وكسب المال
- وغيرها..
وتتداخل هذه الطرق مع بعضها، فتجد منهم من يحسن طريقة أو اثنين أو أكثر، ويحسن بعضهم ما لا يحسن الآخر، ويتميز هؤلاء هنا وأولئك هناك.. والدنيا ماشية.
وأنت بين هذا وذاك عليك الإختيار! ومن تجربتي الشخصية، أجد أن أمر الاختيار هذا متعلق باحتياجات ومشاكلك أكثر بكثير من تعلقه بأهدافك واهتماماتك. فسؤال الاهتمامات ومعرفة ما يناسبك أمر أجده شديد الصعوبة لا سيما في بدايات الطريق، أما إحتياجاتك ومشاكلك فأنت أوعى الناس بها وبجلسة صغيرة هادئة تقدر على إفراد هذه المشاكل/الاحتياجات أمامك.
ما أود قوله أن تبتعد عن القولبة، وألا تفرض على نفسك طريقًا لا يناسبك. تعامل بناءًا على واقعك وظروفك واحتياجاتك، حياتك العملية إنما هي جزء منك وليس أنت. وتذكر أن هناك فرق بين الهمة العالية وبين الطمع. وأننا مأمورون بالعبودية وليس بالإنجاز! والحمد لله رب العالمين.